لجنة العمل التطوعي
تقديم
مفهوم العمل التطوعي
· إن العمل التطوعي صوت يتردد في حنايا الإنسان ليشعره بواجبه تجاه الآخرين... مستنداً في ذلك على حافز شخصي، واختيار حر.
· وهو وسيلة لشغل طاقات الأفراد في الحياة اليومية، وزيادة التزامهم بقضايا المجتمع، وبناء تضامن إنساني في عالم أفضل سلاماً وعدالة ومحبة.
فمنظومة العمل التطوعي تستند إلى بناء متماسك من القيم والأخلاقيات التي توفر القوة المعنوية والروحية اللازمة لدفع الفرد للقيام بها مختاراً، ولا تستبعد الرؤية الإسلامية أي عمل تطوعي مهما صغر حجمه، أو قلّت قيمته إبتداء من "إماطة الأذى عن الطريق" التي عدّها الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم أدنى شعب الإيمان، وصولاً إلى التضحية بالنفس في سبيل الله.
والإتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات تضامناً مع القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بالاهتمام باليوم العالمي للمتطوعين الذي تقرر له يوم ديسمبر من كل عام، وإقتناعاً منه بالدور الاجتماعي الذي يمكن أن تقوم به الجمعيات والرابطات الأعضاء بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني في الدول العربية لتحقيق أهداف العمل التطوعي كونها أكثر معرفة باحتياجات مجتمعاتها، وأكبر قدرة على تحسين مواطن التكافل والتعاون بين الأفراد، فقد أخذ على عاتقه الاهتمام بهذا الموضوع أثناء المؤتمر الثالث لرواد الكشافة والمرشدات الذي انعقد في بيروت من خلال أوراق العمل التي تم طرحها ومناقشتها في اللجان المصغرة التي اجتمعت على هامش المؤتمر.
وقد قامت تلك اللجان بوضع الصياغة اللازمة لتجميع الآراء المطروحة في توصيات إلى المؤتمر الثالث الذي أقرَّ بدوره هذه التوصيات الداعية إلى تشكيل لجان على المستوى الوطني. ويكون دورها تفعيل العمل التطوعي كنشاط عفوي يستهدف المساهمة في تخفيف آثار المشكلات الاجتماعية أو الاقتصادية، والعمل على مساعدة الأفراد الآخرين وتهيئتهم لمواجهة تلك المشكلات والمشاركة في التنمية.
الهدف العام للمشروع
يهدف المشروع إلى إبراز مفهوم التطوع لحركة اجتماعية ترمي لتأكيد قيم التعاون والتكافل والتعاضد بين أفراد المجتمع، وإبراز الوجه الإنساني للعلاقات الاجتماعية والثقافية في البذل والعطاء عن طيب خاطر في سبيل سعادة الآخرين.
المبادئ الأساسية للتطوع
يستند التطوع في الممارسة على المبادئ التالية:
- الاعتراف بحق كل إنسان في الحياة بغض النظر عن الجنس والدين والظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
- تقديم الخدمات للآخرين دون عائد، أو تبادلها أو الانتماء لأية منظمة تطوعية بروح الشراكة.
- احترام كرامة وثقافة كل إنسان.
- الانخراط في المجتمع لحل مشاكله.
نقصد بالهدف الإجرائي أو التشغيلي (التنفيذي) الهدف المشتق من الأهداف العامة التي يمكن قياسها ومعرفة مدى تحقيقها على أرضية الواقع لكونها محددة في المكان والزمان.
وعلى الرغم من تعدد مستويات الأهداف (العامة والخاصة والتنفيذية) إلا أنها عادة ما تكون مترابطة ومتسلسلة فيما بينها، ولا يمكن أن نتحرك لأي عمل إجرائي دون العمل بالخطوات التالية:
وهنا يترتب علينا معرفة:
أ ) احتياجات المجتمع، وأهم ظواهر المشكلات والأزمات التي يعاني منها الأفراد في تلك المجتمعات كزيادة عدد المحتاجين والبطالة – والأوضاع الاقتصادية المتردية الناتجة عن الظروف الاقتصادية العالمية.
ب) المعوقات والتحديات التي تواجه العمل التطوعي، فإن من أهم القضايا التي تستوجب الاهتمام لمواجهة المعوقات في العمل التطوعي ليستطيع الصمود أمام التحديات ما يلي:
- عزوف البعض عن العمل التطوعي بسبب غياب الرؤية وضعف التنشئة الاجتماعية.
- ضعف التواصل بين الأجيال، ومحدودية مشاركة الشباب.
- قصور الدور الإعلامي في التعريف بالعمل التطوعي ومؤسساته.
- افتقار عنصر الترغيب للشباب وحثهم على الانخراط في العمل التطوعي.
- ضعف مفهوم وأهداف العمل التطوعي... وعدم قدرته على الصمود أمام ضغوط الحياة ومتطلباتها.
- عدم ارتباط العمل التطوعي بالوعي الثقافي والاجتماعي لدى الأفراد.
- التحرك الاجتماعي المتمثل في انتقال المواطنين والمقيمين من مناطق المدن والقرى القديمة إلى مناطق سكنية جديدة ومدى تأثيره على روح التكافل والترابط الاجتماعي.
- حاجة المتطوعين إلى التقدير الأدبي والحوافز التشجيعية.
ومن هنا يأتي دور لجنة العمل التطوعي لوضع التخطيط الاستراتيجي وتوزيع الأدوار فيما بين أفرادها لتنظيم العمل وفق إطار منتظم ومتكافئ، وإيجاد المناخ الملائم لكل زمان ومكان من خلال ابتكار وتطوير البرامج الفعالة والمسابقات الهادفة التي تساهم على تشجيع الشباب وبناء قدراتهم للإنخراط في العمل التطوعي.
مع أهمية مراعاة:
- التركيز على إعداد متطوعين في مرحلة الطفولة والشباب.
- أهمية عنصر الانتقاء للمتطوعين (توفير متطوعين فاعلين).
- الحاجة إلى بحوث ومسوح ميدانية لمعرفة:
· ما هي الاحتياجات اللازمة للعمل التطوعي في المجتمعات المدنية.
· من هم المتطوعون؟
· ما هي ملامحهم الثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية؟
· كيف يمكن تعبئة وتوظيف المتطوعين وفقاً لقدراتهم وطاقاتهم وإمكاناتهم (كعنصر الالتزام مثلاً)؟
· ما هي أهم المعايير التي يجب الاهتمام بها لأداء المتطوعين؟
· ما هي أهمية التخطيط والتقييم لأداء المتطوعين؟
· كيف يمكن قياس العائد المادي والمعنوي الذي تقوم به اللجنة لكل مشروع أو فئة مستهدفة؟
من أهم الأولويات التي يجب أن تأخذها اللجنة بعين الاعتبار للبدء في وضع استراتيجية العمل اللازمة تبني الخطوات التالية:
أ ) بناء قدرات المتطوعين.
ب) تعميق دور مؤسسات التعليم والإعلام.
ج) تقوية العلاقة بين القطاع التطوعي والقطاع الخاص.
د ) الاتصال والتواصل بين الأجيال.
هـ) الاهتمام بالبحث العلمي.
و ) توجيه الاهتمام لفكرة ومفهوم لجنة العمل التطوعي التي تهدف إلى اجتذاب وتدريب وتفعيل دور المتطوعين.
ز ) الاهتمام بالأبعاد الأخلاقية وغرسها في المتطوعين من خلال تبني ميثاق أخلاقي للمتطوعين.
- تشكيل اللجنة واختيار رئيس لها من بين المرشحين ذوي الكفاءة والقدرة على تحقيق الغايات والأهداف التي صمم في ضوئها هذا المشروع.
اختصاصات اللجنة
3- وضع الإطار العام لاستراتيجية العمل المشترك مع مراعاة:
أ ) الاهتمام بالتدريب كمطلب أساسي لاجتذاب المتطوعين.
ب) إسناد المهمة الملائمة لكل متطوع مع أهمية ضمان توفير التدريب اللازم له قبل البدء في أداء المهمة.
ج) توفير الحماية اللازمة للمتطوعين أثناء عملهم ضد المخاطر.
د) توفير الحماية اللازمة للمتطوعين لتسهيل أداء مهماتهم.
هـ) تقييم دوري لأداء الأفراد – ومردود العمل الذي يقومون به.
و) تقديم تقارير سنوية عن الأنشطة والمشاريع التي تقوم بها اللجان الوطنية إلى أمين عام الاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات الذي يعرضها بدوره على اللجنة التنفيذية للاتحاد.
- تجتمع اللجنة دورياً لتقييم أعمالها ومتابعة خططها.
- لا يمكن لأي عمل أن يحقق أهدافه ما لم تتوفر له الإمكانات المادية اللازمة لنجاحه.
- والعمل التطوعي له مجالاته المتعددة وألوانه المختلفة من حيث حجم العمل وقدرات المتطوعين واحتياجات المستهدفين من هذا العمل.
- لذلك أصبح لزاماً إيجاد المجالات الممكنة لتغذية المشروع أو أي عمل يمكن أن يطرح للتنفيذ.
ومن هنا فإننا نقترح الآتي:
العمل على تنشيط عملية التمويل من داخل المجتمع المحلي من خلال:
- مساهمة المؤسسات الحكومية (مساهمات عينية وبشرية).
- تبرع المؤسسات الأهلية والأفراد.
- ابتكار وابتداع وسائل تمويلية.
- تنشيط دور الإعلام في الإعلان للعمل التطوعي الذي تقوم به اللجنة، وحث المهتمين من أصحاب الأموال على المساهمة ولو من ناحية إعلامية لمؤسساتهم.
- مكافأة المشجعين والمساهمين أدبياً.
- العمل على إيجاد مشروعات تنموية دائمة للعمل التطوعي.
- إيجاد الوسطاء بين اللجنة والمؤسسات الداعمة لتمويل المشروعات التي تتبناها اللجنة في مجال العمل التطوعي.
- الاستفادة من خبرات رجال الأعمال لتطوير العمل التطوعي وعدم الاقتصار على الاهتمام بهم كمصادر للتمويل فقط.
- الاهتمام بمساهمة الأفراد والمؤسسات المدنية والمقتدرين ليس من المنظور الخدمي ولكن أيضاً من المنظور التنموي الشامل.
إلى جانب وسائل أخرى يمكن لأي رابطة أو جمعية أن تسعى إليها وفق الأنظمة والقوانين المالية المعتمدة في بلدانها.
|
مقترحات مبدئية للتخطيط الاستراتيجي
|
- تأسيس مجالس استشارية للشباب في المجالات التطوعية وعقد حوار بين الأجيال (رواد وشباب) لاعتراف كل جيل بالآخر – ونقل الخبرات من جيل لآخر في إطار المشاركة وصنع القرار.
- الاهتمام بتنمية المهارات والقدرات لدى المتطوعين من خلال البرامج التدريبية الهادفة.
- مواجهة مشكلات تسرب المتطوعين والاهتمام بتوظيف وتوجيه قدراتهم وطاقاتهم للعمل التطوعي بالتحفيز والتشجيع الأدبي.
- استثارة الوعي التطوعي لدى المواطنين من خلال التنشئة الاجتماعية والإعلامية والتربوية.
- وضع الاستراتيجية الواضحة لاجتذاب الشباب وتنشيط دوره في العمل التطوعي.
- تشجيع وتعبئة المتطوعين من المجتمع المحلي – ومن المنتفعين – والمساهمين ومن المدارس والجامعات مع أهمية الاهتمام بعملية الاتصال الشخصي.
- الاهتمام بتنشيط دور وسائل الإعلام ومد جسور التفاهم بين القطاع التطوعي والمتطوعين من جانب وبين الإعلاميين من جانب آخر.
- التأكيد على الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات التعليمية (المدارس والجامعات) في تنشيط العمل التطوعي سواء من خلال المناهج الدراسية والمقررات، أو من خلال الأنشطة المدرسة والكشفية والإرشادية ذات العلاقة بالبيئة والثقافية الاجتماعية.
- الاهتمام بتنظيم ورش عمل تدريبية تضم القيادات الإعلامية ونشطاء المتطوعين لتحقيق التقارب فيما بينهم.
- الاهتمام بتوفير حوافز أدبية للمتطوعين لاسيما للمتسابقين في المشروعات التي تطرحها اللجنة على شكل مسابقات ذات أهداف مشتركة ومعايير محددة في المناسبات العامة مثل:
- اليوم العالمي للمتطوعين.
- اليوم العالمي للبيئة.
- اليوم العالمي للمسنين... وهكذا.
ولا يفوتنا هنا أن ننوه بأنه ليس من الضرورة أن تلتزم كل رابطة أو جمعية بالأنشطة والبرامج ذاتها، إذ يمكن لكل منها أن تعمل وفق ما يتناسب وقدراتها وطاقات أفرادها واحتياجات مجتمعاتها، فالعمل التطوعي وضع ليحقق غاياته في كل زمان ومكان.
|
إن من أهم دعائم نجاح العمل التطوعي هو عدم وجود مقابل مادي أياً كان نوعه، نظير ما يؤديه المتطوع من خدمات وأعمال وجهود.
ولكن على اللجنة أن توفر لأعضائها كل التقدير والاحترام والاهتمام بصورة تكفل استمراريتهم ورغبتهم في تقديم العون والمساعدة التطوعية.
ومن هنا فإن مبدأ الحوافز التشجيعية مهما كان حجمه أو صورته أو مقداره، فإنه يساهم ولو بقدر قياسي لتحفيز المتطوع ورفع معنوياته من خلال التكريم وتقديم الشكر والعرفان له وللرابطة أو الجمعية التي ينتمي إليها.
وحرصاً من اللجنة التنفيذية للاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات على اجتذاب هؤلاء المتطوعين واحتضانهم وعدم التفريط فيهم والاهتمام بالتواصل معهم لاكتساب خبراتهم وانتقالها منهم إلى الأجيال القادمة، فإنه يمكن:
أولاً: تخصيص كأس لأفضل عمل تنفذه اللجان الوطنية في مجال العمل التطوعي، وتوضع له المعايير اللازمة في المجالات التالية:
- مناسبة المشروع
- أهدافه
- احتياجاته
- الجهات المتعاونة
- أسلوب تنفيذ العمل
- خطوات تنفيذ العمل
- مدة المشروع
- عدد المتطوعين فيه
- الفئات المستهدفة
- المردود المادي والأدبي للفئات المستهدفة
- قياس نتائج التقييم المرحلي والنهائي للمشروع
ثانياً: شهادة تقديرية
تمنح اللجنة التنفيذية شهادات تقدير للجان الوطنية التي ساهمت في تنفيذ المشروعات التطوعية.
شروط منح الحوافز
- تمنح الحوافز بناء على المعايير الموضوعة من قبل اللجنة التنفيذية.
- موافقة الرابطة أو الجمعية الوطنية للرواد على ترشيح المستحقين للحوافز.
يعتبر التقييم الوسيلة اللازمة لكل عمل يراد له التعديل أو الإصلاح أو التغيير الذي يمكن إدخاله على مسار العمل أو التخطيط للعمل الذي يليه للوصول إلى أفضل النتائج، لأنه الوسيلة الوحيدة التي تمكننا من تحديد النجاح الذي حققناه، وإلى أي مدى تمَّ تحقيقه.
وتتم عملية التقييم:
1) خلال تنفيذ العمل لملاحظة أسلوب الأداء ورصد السلبيات والإيجابيات التي تظهر عليه ووضع التعديل المناسب لها لتلافي آثارها على تحقيق الهدف للمشروع العام.
2) تقييم فتري (مرحلي) ويتم في نهاية كل فترة زمنية من البرنامج أو نهاية مرحلة من مراحل تنفيذ المشروع على أساس قياس ما تمَّ تنفيذه من أهداف وأغراض وضعت لهذه الفترة أو المرحلة – وما هي الاحتياجات التي يمكن إدخالها لتحسين الأداء في المرحلة التالية.
مع أهمية الدقة والحيوية والصدق أثناء عملية التقييم وعدم تحويل التقييم إلى عملية روتينية تتسبب في عدم الاهتمام الكافي بعملية التقييم.
عناصر التقييم
هناك بنود ونقاط يجب وضعها في الاعتبار عند جمع الحقائق أو مقارنة الأهداف، ومثال ذلك العناصر التالية:
- الأغراض – ومدى اتفاقها مع احتياجات المشروع والفئة المستهدفة.
- التحضير والإعداد – ومدى فاعليته وكفايته.
- البرنامج – (الزمني والفني) هل روعي فيه التوازن والفترة الزمنية المخصصة له؟
- الطرق المستخدمة للتنفيذ – هل استخدمت استخداماً سليماً؟
- ظروف المكان والزمان – هل كانت ملائمة لتنفيذ المشروع؟
- النتائج النهائية – هل توفرت فيها عناصر الحيوية والتفاعل بين فئة المتطوعين وفئة المستهدفين، أم كان هناك تصارع وتنافر بينهما